erorr

مقالاتي

الإجازة التي تصنعنا من جديد

  • July 5, 2025

رابط المقال - جريدة الراية

مع حلول الصيف، يكون الإنسان قد بلغ الذروة من كل شيء، فالطلاب خرجوا للتو من معركة الاختبارات العصيبة، والموظفون يجرّون خلفهم أسابيع ثقيلة من الضغط المتواصل، الجميع بحاجة إلى وقفة، إلى شيء يُوقف هذا السيل العارم من الضغوط ويمنحهم لحظة هدوء تُصلح ما أفسدته الأيام.

الإجازة ليست مكافأة فحسب، بل ضرورة مُلحّة لا تأتي لتُلهينا، بل لتُعيد بناءنا من جديد على أسس نفسية سوية ، بالنسبة للطالب هي فرصة ليرى نفسه خارج أسوار الدراسة بلا جداول ولا واجبات لحظة يتلاقى فيها مع ما يحبّه حقًا ويكتشف ذاته ويستعيد أنفاسه بعد شوط طويل من الانضباط والمشقة.

أما الموظف، فقد أنهكته دوامة العمل والتزامات الحياة وأضحت أيامه تتكرر بلا جديد، الإجازة بالنسبة له طوق نجاة، يستعيد بها ملامحه التي بهتت ويمنح نفسه شيئًا من السكون، بعيدًا عن زحام المهام وسرعة الإيقاع اليومي.

لكن الأهم من الراحة وحدها، هو ما نصنعه داخل هذه المساحة فالإجازة يمكن أن تكون نقطة تحوّل حقيقية ما بين مخيمات صيفية تنمّي المهارات أو دورات تعلّم لغة جديدة أو بداية مشروع صغير ظل مؤجلًا، هي فرصة للطالب كي يوسّع أفقه خارج المناهج وللموظف كي يقرأ ويعيد اكتشاف ذاته ويقوّي علاقته بأسرته ويمنح من يحب وقتًا لم يكن ممكنًا من قبل عبر مغامرة أو سفر هنا أو هناك يجدد به نشاطه ويرى به الحياة من زاوية أخرى.

ما بين ضجيج الفصول وضغط المهام، تأتي الإجازة كمساحة هادئة للتفكير وترتيب الأولويات واستعادة التوازن المفقود فالمسألة ليست في عدد أيام العطلة، بل في نوعيتها وفي الوعي الذي نخرج به منها وعي يُصلح الداخل ويُجدد الروح ويُضيء الطريق لما تبقى من العام