من منا يحب الفشل؟! لا أحد بالطبع، إنه الشعور الأسوأ على الإطلاق، لكننا أمامه نفترق إلى شخصين، شخص يستغل ذلك الشعور السيء وتلك الطاقة السلبية الكبيرة في دفع نفسه إلى الأمام واكتشاف قدراته من جديد وتعديل مساره وتصويب أخطائه، وشخص يركن إلى الحزن وتقريع الذات فيزداد بهما تعثرًا وتأخرًا وانحدارًا.
لم يكن التعثر يومًا نهاية الكون، بل هو بدايته الصحيحة، إنه طريقك الأمثل لذلك النجاح الساحق الذي لطالما حلمت به، ذلك النجاح المبني على تجربة أصيلة وجذور راسخة ونظرة عميقة في أفضل الحلول الممكنة.
تخيل أنك خسرت شيئًا اعتقدت على الدوام أنك لا تستطيع العيش بدونه، لتصحو على حقيقة أنك أقوى وأقدر على العيش والتأقلم، في هذا الموقف وأشباهه تعلمك الخسارة أن بعض الركائز في حياتك لم تكن إلا ظلال وأن التمسك بها لم يكن إلا مؤخرًا لك عن بلوغ أهدافك.
التعثر يضعك أمام نفسك كما هي دون تجميل أو مبالغة، ويترك لك فرصة نادرة كي ترمم ذاتك وتبنيها على أرض راسخة قوية لا تفت فيها العواصف ولا تربكها الأحداث، لذا لا تقلق أبدًا إن وجدت نفسك متعثرًا، إنه فرصتك للبدء من جديد بكل قوة وخبرة وإدراك عميق للطريق ومعنى النجاح.
ومن يتعلم كيف ينهض بعد السقوط، لن يعود أبدًا كما كان، بل سيعود أكثر وعيًا بذاته، وأقرب إلى تحقيق ما يستحقه من أحلام.