مرهق جدًا ذلك الإحساس الذي يزورك من وقت لآخر ويقول لك: “لقد تأخرت كثيرًا لقد سبقك الجميع” بالفعل ربما هناك كثيرون قد سبقوك على المستوى المهني أو الشخصي وحققوا إنجازات لم تلامسها أنت بعد، لكن الأمور لا تقاس هكذا أبدًا!
فالنجاح الحقيقي أشبه ما يكون ببذرة مدفونة تحت الأرض، تشق طريقها إلى السطح بروية وصبر، دون صخب أو استعجال، وهي في نموها البطيء هذا تزداد رسوخًا وتجذرًا، حتى إذا ما بزغت فوق الأرض، إذا بها قوية أصيلة واقفة على أرض صلبة قادرة دون شك على مواجهة أعتى الظروف، من هنا فالنجاح لا يُقاس أبدًا بالوصول السريع، بل بقدرة الإنسان على الحفاظ عليه والبقاء على مساره دون اهتزاز أو انتكاس.
إن فكرتنا عن النجاح مبنية للأسف على سرديات وقصص منتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي، قصص لامعة، مصنوعة خصيصًا ربما من أجل إبهارك وحصد انتباهك وإشعارك أنك متأخر وغير ذي نفع، وهذا ليس حقيقي ألبتة، فتلك الحكايات مقتطعة من سياقها مختصرة تقدم لك النجاح في صورته النهائية، دون أن تطلعك على مراحل التخبط والانكسار والفشل الذي سبقه.
في الأخير أنت لست مطالبًا بأن تعيش قصة غيرك، عش قصتك أنت ولا تدخل سباقًا لم تخلق له، هوّن على نفسك واعرف قدرك جيدًا، وانطلق مما كتبه الله لك من حظوظ، ولا تتوقف عن محاولة تطوير ذاتك، اصرف جهدك إلى التعلم والابتكار والمحاولة، ولا تنشغل باللحاق بأحد، فالعبرة كما يقولون ليست بمن سبق بل من صدق.